ضجيج عربي
يدور الحديث يومياً بين أصدقائي العرب في الغرب عن الإسلام و العرب والسياسة الشرق أوسطية والدولية، بينما نرتشف أنواع القهوة التي تقدمها محلات "ستار بوك" المشهورة و التي اصبحت موجودة على كل منعطف في المناطق السكنية والتجارية في الولايات المتحدة. و يأخذ الإسلام حصة الأسد من الحديث. و بشكل طبيعي و إنسياقي نجر بعضنا البعض إلى وضع النقاط على الحروف و تعريف الإسلام كديانة أو دولة أونظام حياة إجتماعية. و من هنا تشتد الأراء وتعلو الأصوات و نجد أنفسنا في دوامة من الصياح والضجيج لم يعد بإمكان أي منا سماع الأخر، ومن كلمة إلى أخرى تخرج الألقاب من أفواه بعضنا البعض لتقع على مسامِعُنا وتُشعلُ مشاعرنا وتعود أصواتنا بالإرتفاع بنبراتها لتصل إلى أعلى حدود لم يسبق لحنجرة بشرية بالوصول إليها. وبدون شعورتنقسم مجموعتنا الصغيرة على حسب معتقداتها إلى عيّنة مصغرة من الشعوب العربية لتجد منا المؤمن والملحد والإسلامي والعلماني والمتطرف والمعتدل والقومي والوطني والثوري والسلمي. كل ذلك في غضون بضع ساعات من الكلام الذي يترك كل منا في خندقه متربطاً بأفكاره و أرائه أكثر من ماكان عليه منذ بدء الحديث و ليعود ...