الحديث الجائرعن منظمات حقوق الإنسان الدولية في سوريا
يتبجح بعض النقاد والكتاب الذين يلبسون العبائة الأكاديمية ويهتفون بمرادفات فوقية ضد أعمال منظمات ولجان حقوق الإنسان في سوريا، ويتهمون تلك المنظمات واللجان الدولية بالتبعية للإمبريالية العظمى والمحسوبية لأموال أجنبية لإثارة الفتن الطائفية والعرقية بين أفراد المجتمع السوري. النقد اللاذع والمبطن ضد هذه الجمعيات الدولية وأعمالها النبيلة في مجال حقوق الإنسان العالمية، يلبس قناع الليربالية والحداثة مغلفاً بالوطنية المصطنعة ويتجاهل التركيبة الأمنية والإستبدادية لنظام سلطوي عائلي أصبح الفساد مستشري في عروق مؤسساته وحكوماته، يشوه الصورة الحقيقية للواقع المأساوي على الأرض التي تعيشه سوريا منذ أكثر من خمس وأربعون عاماً. من الطبيعي أن نسمع مثل هذه الأصوات المأجورة أو المحسوبة على أنظمة الإستبداد والديكتاتورية تندد في تلك المنظمات الدولية، فبعد أن إحتكرت الحكومات العربية السلطة في جميع البلدان العربية من خلال التبعية البدوية أوالعرقية لمجتمعاتنا النامية وأخلت الساحة السياسية من كل مايشبه من أصوات معارضة لأنظمتها، لم يبقى في حلبة الصراع الأيديولوجي بين الموالاة والمعارضة إلا المؤسسات والمنظمات التي ت...