المشاركات

عرض المشاركات من 2009

بين نضال نعيسة وفضيلة الشيخ القرضاوي

لم تكن لدي رغبة في الكتابة في الشأن العام منذ فترة طويلة من الزمن، فأنا اليوم منهمكاً في التحضير والترتيب للعمل في مجال الدراما التلفزيونية، ولكنني لم أستطع كبح جماح تلك الرغبة اليوم وأنا أقرأ مقالاً للأستاذ نضال نعيسة على موقع الحوار المتمدن يدعو فيه إلى محاكمة فضيلة الشيخ الجليل والعلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الأتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لما دعا أليه الأخير بمنع المسلمين ألى كافة أشكال الإحتفال بعيد ميلاد رسول المحبة والسلام عيسى بن مريم. وقد أثارذلك المقال للكاتب الكثير من المشاعر التي طالما كانت المسبب الرئيسي للكثير من القلق والإحباط النفسي عندي لمستقبل المسلمين والعالم الإسلامي أجمع بأن يكون لايزال هناك بصيص أمل في الخلاص من الأزمة الفكرية السلفية والرجعية التي نشأت في ربوع الجزيرة العربية وأحتكرت عقول القياديين ومايُسمون أنفسهم بالشيوخ والمفكرين والعلماء المسلمين من أمثال فضيلة الشيخ القرضاوي. ومع أنني لست من أصحاب التملق لأي كاتب يُعبر عن رأيه في شأن ما، ولكنني شعرت أن مايتمتع به الأستاذ نضال نعيسة هنا من رؤية ثاقبة و واقعية لأسباب التخلف والتشرذم والإنحطاط الإسلامي ا

بيان إنسحاب من جبهة الخلاص الوطني في سوريا وحزب الإنفتاح

كنت متفائلاً في عام 2006 على أن المعارضة السورية قد وصلت مرحلة النضوج المثمر من خلال تشكيل أول إئتلاف واسع يتضمن تيارات سياسية متكاملة في جبهة الخلاص الوطني في سوريا. وكنت أكثر تفائلاً أن حزب الأنفتاح الذي كنت من الأعضاء المؤسسين فيه كان على وشك العمل الجاد في تفعيل العمل المعارض لسياسة النظام السوري الحالي بقيادة الرئيس بشار الأسد. وقد دخلت العمل السياسي المنظم وكرست معظم وقتي وجهدي لبناء جسور تفاهم بين أبناء الجالية السورية في الخارج لإعادة الحياة السياسية للمواطن السوري وحثه على المشاركة في تقرير مصيره ومصير أبنائه في الوطن . ومنذ أكثر من ثلاث سنوات وأنا أسعى ألى إيجاد نواة حقيقية من المواطنين السوريين تعمل لبناء وطن يخلو من الفكر الشمولي والإستبدادي والقمعي ويرنو لدولة المؤسسات والقضاء المستقل، ولكن لم أكن أتصور أن عامل الخوف والرهبة عند المواطن السوري من أجهزة الأمن السورية يفوق مايتصوره العقل، حتى أنه أمتد عبر القارات والبحار ليطول أبناء الجالية السورية في الخارج ويمنعهم عن الإشتراك في هذا العمل النبيل . هذا لايعني أنني تخليت اليوم عن المبادئ والقيم التي أوصلتني للعمل الجاد والفع

جامعة الدول العربية وفقدان قيم التمدن الحضارية

أستوقفني خبر هذا الصباح عن جامعة الدول العربية ورئيسها عمرو موسى يقول فيه أن الجامعة العربية توصلت لتبني بيان تقول فيه أنها "ترفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير". وإلى جانب ذلك الخبر عنوان خبر آخر يَحمل في سطوره أعتبار الرئيس الليبي معمر القذافي المحكمة نفسها بأنها "شكلاً جديداً للإرهاب الدولي". وفي خبر أخر يحذر أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من "تداعيات أعتقال البشير على السودان وإمكانية تدمير المنطقة بأسرها". وألى جانب ذلك خبر أخر يُعرب فيه الرئيس السوري بشار الأسد "عن رفض سورية لمذكرة الأعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير". وخبر أخر عن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يقول "سكوتنا على القرار ضد البشير يعني أن الدور سيأتي على الأخرين ". لم أرى منذ فترة بعيدة تناغم في آراء ومواقف رؤساء وأمراء الدول العربية أكثر من هذه السيمفونية الرافضة للشرعية الدولية والقانون الدولي. ومايجري اليوم على الساحة العربية من مصالحات وتوافق على السطح ماهو إلا تأكيد على التض

الديمقراطية بين براثن الديبلوماسية العربية والسلطوية

تتسارع وتيرة الأحداث على الساحة العربية في الشرق الأوسط بإتجاه مايشابه تهدئة للخلاف الذي أدى ألى إتساع الشرخ الأيديولوجي بين مايسمى اليوم في العالم العربي دول الإعتدال والممانعة. فقد زار وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل العاصمة السورية دمشق منذ أيام مفاجئاً مراقبين الوضع السياسي بين الدولتين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية. وقد أوردت بعض وكالات الأنباء اليوم أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قد وصل البارحة السبت ألى العاصمة المصرية القاهرة في زيارة مفاجئة تحمل في أجندتها محاولة لإنجاح موتمر القمة العربية الدورية المقرر أنعقادها في العاصمة القطرية الدوحة في 30 من شهر أذار الجاري . وتأتي مذكرة توقيف وأعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة أرتكاب جرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية في زيادة توتر أوضاع المنطقة أكثر مما كان يتصور المحلليين والمراقبين السياسيين للشرق الأوسط. فبعد أن بُنيت الكثير من الآمال والتوقعات الإيجابية عند رؤساء وملوك وسلاطين المنطقة على أنتهاء حقبة حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش وأستلام الرئيس باراك أوباما منصبه في كانون الثاني ال

جامعة الدول العربية تلملم موضوع البشير !!!

صرح رئيس جامعة الدول العربية عمرو موسى أن الأجتماع الطارئ التي أقامته الجامعة بعد صدور مذكرة بتوقيف وأعتقال الرئيس السوداني عمر البشير من قبل المحكمة الجنائية الدولية قد عبر عن "الأنزعاج البالغ " للدول العربية بشأن تلك القرار وذلك "لخطورة الموقف ولأثاره على أستقرار السودان"! وتابع أن الجامعة ستعمل جاهداً على "تأجيل القرار طبقاً للمادة 16 من قانون المحكمة الجنائية الدولية لمدة عام واحد" وستحاول مابوسعها على " لَمّْ الموضوع ومعالجة هذا التطور الخطير "!!!! المعذرة ياسيادة الرئيس، ولكن هل لك أن تفسر لنا مالذي تعنيه ب "لَمّْ الموضوع" ؟؟؟ هل نفهم من كلامك أن النادي السلطوي المتثمل في أعضاء الجامعة العربية قد أوكلك بلملمة الموضوع والسفر ألى السودان للتفاوض مع عائلة المافيا البشيرية لتسليم رأسها وعرابها للمحكمة الجنائية بدون بلبلة وفضائح حرصاً على ضمان بقايا أعضاء العائلات المافياوية في النادي السلطوي؟ جامعة الدول العربية اليوم يجب أن تسمى جامعة الدول المافياوية، فقد أصبح رئيسها عمرو موسى النائب العام للدفاع عن رئيس دولة عضو في الجامعة متهم من

المعارضة السورية...بين المطرقة الإسلامية والخشب القومي

ليس من الغريب اليوم أن تقف المعارضة السورية المشتتة في أيديولوجياتها وتياراتها مابين المطرقة الإسلامية والخشب القومي. فهي تشبه اليوم المسمار الذي يفصل الأثنين عن بعضهما، ويتلقى ضربات المطرقة على رأسه مرة بعد أخرى ليغوص في أعماق الخشب القومي العفن ليُثبت دعائم البيت القومجي-الإسلامي المبني على تُربة طينية مُشبعة بماء عكر تبتلع البيت قبل أن يتم بناء سطحه الدستوري، وجدرانه المدنية، وأبوابه المؤسساتية و تمزق وحدته الوطنية . هكذا تعيش المعارضة السورية اليوم عاجزة عن تبني أدنى مستويات الفكر التنويري الوطني الذي يخدم المواطن السوري ضمن حدود سوريا الجغرافية. والمساحات الخلافية بين أطرافها تتسع حسب المستجدات والأحداث الأقليمية الأخيرة وخاصة العدوان الإسرائيلي على القطاع، ويأتي دور الأخوان المسلمين في سوريا وموقفهم تجاه هذه الأحداث والنظام السوري ليفتح الأبواب واسعة للخلاف الفكري والأيديولوجي ويضرب رأس ذلك المسمار بقوة تدفعه نحو حتمه في الدخول ألى جسم الخشب القومي الهش ومن ثم أبتلاعه وأنهياره الكامل في تلك التربة الطينية . البعض في جبهة الخلاص الوطني في سورية يعتقد مخطئاً أن الدعم الدولي للمعارض

نحن وجبهة الخلاص والإخوان المسلمين

أثار البيان الصادر بتاريخ السابع من كانون الثاني 2009 عن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، والتي علقت الجماعة فيه مايسمى بنشاطها المعارض و"دعوة النظام السوري للمصالحة مع شعبه"، الكثير من اللغط والسخط والإشمئزاز على أعضاء الجماعة بسبب أنفرادية الفكر والعمل السياسي في صفوف قياديها. ومن يتابع تاريخ الإخوان المسلمين يعرف تماماً أن ماجاء به البيان من موقف مخاذل لقضية شعب ووطن سوري لايزال يرضخ تحت قبضة سلطة غاشمة تفتك بحريات المواطن السوري وتنتهك أدنى حقوقه المدنية، هو إحدى الصفات التي تميزت بها أعضاء الجماعة منذ أنقسامها على نفسها خلال صراعها الدموي المسلح مع السلطة السورية في أواخر السبعينات إلى منتصف الثمانينات من القرن المنصرم. فقد سمعنا الكثير عن "الطليعة المقاتلة" التي أنشقت عن قيادة الجماعة أنذاك ورفضت أن تلقي السلاح أو تكف عن العنف في صراعها مع السلطة رغم محاولات عديدة من بعض القياديين المعتدليين في صفوف الجماعة أنذاك لإقناعهم بذلك. وتاريخ الخلافات الداخلية بين أعضاء الجماعة حافل بهذه الصدامات الأيديولوجية الناتجة عن إجتهادات شيوخها ومفكريها وتعدد مدارسهم و مذاهب

ستسمع أجيالنا صراخ تلك الإمرأة الغزاوية

يسبح العالم العربي اليوم بين دوامتين أحدهما تجره لمزيد من العنف والحرب والدمار تُدعى المقاومة، والثانية تُجبره على الإصلاح السياسي الشامل في أسس الحكم في بلدانه وتُدعى السلام. الأولى تمثلها حركات مسلحة تخدم أجندة الأمبراطورية الفارسية، والثانية تنتمي للطائفية العائلية وتمارس الأستبداد والقمع على شعوبها لبقائها وأستمراريتها في السلطة. وهذا ماخلف الشرخ العربي الواضح اليوم بين الدول العربية والذي كان نتاجه قمة الكويت الإقتصادية العربية التي في المحصلة أنتجت بيان عام لايُجدي ولاينفع ليذهب كسابقه في سلة المهملات القممية العربية التي أمتلأت بالخداع السياسي والنفاق السلطوي . فبين مايسمى دول الإعتدال والمقاومة يقف الشارع العربي عاجزاً عن إيصال رغبته في التحرر وتقرير المصير، ومخدوعاً من قوى ظلامية رجعية عقائدية تفتك في عقول شبابه وأطفاله ونسائه وشيوخه وتُوعده بخلافة تعيد له مجده وكرامته الإنسانية . وتبقى النخبة العربية من المفكرين والمؤرخين والمثقفيين و التي تحمل جزئاً كبيراً من المسؤولية عن إنحطاط هذا العالم تتأرجح بين الغائب المفقود المتصف باللامبالاة، والحاضر المقهور العاجز عن التأثير والذي

في يوم قسيس السلام والمساواة مارتين لوثر كينغ

قوى الرجعية والظلامية في الوطن العربي اليوم تتوج إنتصارها بقمة الكويت الإقتصادية العربية التي أصبحت المآوى الأخير لها لإستبذاذ الدول العربية للمزيد من الدعم المالي الذي يذهب أكثر من نصفه سرقة ونهب والنصف الأخر نحو بناء قدرات مليشيات الحرب والدمار في الشرق الأوسط . فقد صرح العاهل السعودي الملك عبد الله بدفع بليون دولار لإعادة إعمار غزة بعد أن دمرت أسرائيل بنيتها التحتية وحرقت الأبرياء والأرض والشجر. ويظهر رئيس الحكومة الفلسطينة المقالة وزعيم حركة حماس على فضائية المقاومة الفلسطينية "الأقصى" ليطلق عبارته الشهيرة بأن "النصر الإلهي" قد تحقق ويهدد أنه "لو أبدتم غزة ولن تستطيعوا فسوف تبقى غزة في قلوب الملايين من أبناء هذه الأمة"، ويذكر أن حماس لايهمها الحياة فيقول "نحن لسنا طلاب دنيا بل نزرع للأخرة"، ويضيف في كلمة أخرى قبل العدوان أن حكومته المقالة "تستمد قوتها من الله الواحد القهار" وهنا تكمن المعضلة ويسكن فيها لب القصيد. المقولة الشهيرة "رحم الله أمرء عرف حده فوقف عنده" ليس لها مكان في قاموس حماس أو حزب الله، فهم أبناء ثورة إلهية

Syria enters into the Islamic Resistance Den

President Bashar Assad never seems to miss an opportunity for chaos and division among the ranks of the Arab world. Believing he is in tune with the sentiments of Syrian and Arab masses, his short temper and immature judgments have led Syria directly to crisis after another. At the recent Doha Summit attended by only thirteen of the twenty two Arab countries by what has been termed as the “resistance” bloc, including Iran, he declared the Arab Peace initiative as “dead” and quoted the old biblical axiom “an eye for an eye”. This comes on the heels of a press conference in which he gave few weeks ago with the Turkish envoy in Damascus and indicated his desire to move the Syrian/Israeli peace talks from an indirect phase to direct one as the “logical” progression for the negotiation. President Assad’s behavior portrays his insatiable appetite for acceptance by the Arab street and his lack of confidence in his legitimacy as a President. While Egypt and Saudi Arabia was working tir

غزة... والعدوان... وآلام العرب والمسلمين

العبارة الشهيرة التي أطلقها جورج دانتون (ليكن الإرهاب النظام الحاكم اليوم) إبان إستلام "جمعية الأمن الشعبية" زمام أمور الثورة الفرنسية والذي كان هو نفسه عضواً بارزاً فيها، تحكم الشرق الأوسط وكل شؤونه السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية اليوم. ومايحصل في غزة اليوم ماهو إلا نتيجة هذه المحصلة الفكرية والأيديولوجية التي أصبحت حضارة الموت وإلغاء الطرف الأخر جزءً لايتجزأ منها. الجدير بالذكر أنه عندما أراد دانتون أن يوقف سفك الدماء والإرهاب الذي رأى أنه أستفحل لدرجة الفتك بأبناء الثورة نفسها وخطف فكر الثورة الفرنسية التي قلبت موازين الحكم في أوربا والعالم في أواخر القرن الثامن عشر، ماكان من نصيبه إلا المقصلة التي أودت برأسه في نفس السلة التي حملت رأس الملك الفرنسي لويس السادس عشر. هكذا يدور الشرق الأوسط اليوم في دوامة العنف المتبادل التي تفتك بأرواح أبناء غزة والضفة والوطن العربي بأجمعه، والذي يوجهه أصحاب العمامات السوداء في طهران عبر عملائهم في الوطن العربي الذين يظنون أنهم يدافعون عن أرضهم وشعبهم ويؤدون الواجب الديني والعقائدي لكل عربي ومسلم على وجه الأرض. حضارة الموت أصبح