المشاركات

عرض المشاركات من 2010

أنتهاء عصر العنجهة والغطرسة الإسرائيلية

المراقب للحدث السياسي الإستراتيجي اليوم في منطقة الشرق الأوسط يتجلى له عمق التغيرات التي تجري على الساحة في موازن القوى التي أحتكرتها دول غير عربية منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن. ومع أن هذه القوى الممثلة في إيران، وتركيا، وإسرائيل بقيت لفترة طويلة من الزمن تشكل الدعائم الأساسية في لعبة التوازن الجيوستراتيجي الذي رجح ميلان هذه الكفة نحو دور الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة من خلال أثنتين من حلفائها التاريخيين الممثلين في إسرائيل وتركيا بالإضافة ألى قواها العسكرية الموجودة في المنطقة، ولكن اليوم يبدو أن المؤشرات المستقبلية لهذا التوازن بدأت بالميل ولأول مرة نحو العرب من خلال ولادة حلف جديد تقوده الجمهورية العربية السورية وتشكل النواة الأساسية فيه. فبعد زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد هذا الأسبوع للمشاركة بإحتفالات عيد المولد النبوي الشريف في دمشق، تظهر على الساحة ملامح القوة التي أستطاع الرئيس بشار الأسد أن يبنيها من خلاله ثباته على مبدأ والده الرئيس الراحل حافظ الأسد، والإيمان بإستقلالية القرار السوري ومسك العصا من المنتصف لتصبح سوريا اليوم الدولة العربية الأولى التي أستطاعت عبر

أصوات من واشنطن حطّمها العقل والزمن

منذ سنتين وخلال حملته الإنتخابية التي توجت بإنتصار تاريخي لأول رجل أسود من أصول أفريقية يصل ألى البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن، كانت تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما واضحة وشفافة نحو طبيعة العلاقات الثنائية بين سوريا وواشنطن التي كان يسعى لها أنذاك تحت إدارته. واليوم بعد عدة زيارات للمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل ومحادثات وصفت بالإيجابية في مجال التعاون بين البلدين، وتوجت أخرها بزيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز ألى العاصمة دمشق، ورفع حظر السفر للمواطنين الأمريكيين ألى سوريا من قبل وزارة الخارجية الأمريكية. ومع ترشيح الرئيس أوباما الأسبوع الماضي روبرت فورد لمنصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية في دمشق، لاتزال هناك أصوات في واشنطن تسعى ألى تخريب منهج سياسة الحوار القائم على الإحترام المتبادل بين البلدين، وزرع الشك والريبة في نوايا العاصمتين واشنطن ودمشق في السعي وراء الإستقرار والسلام في المنطقة. وليس من المستغرب أبداً أن تأتي هذه الأصوات من نفس الجهات والمؤسسات التي تعمل في الولايات المتحدة الأمريكية وتمول من مؤسسات ومواطنين أثرياء أمريكيين يهود لط

في الديمقراطية والحرية والثقافة الدينية في الوطن العربي

يسأل البعض عن إمكانية التغيير السلمي في النظم السياسية الحاكمة في الوطن العربي اليوم عن طريق دعم الحريات العامة والفردية والسماح بممارسة حق الفرد في المشاركة الفعلية في إدارة شؤون البلاد العامة. والسؤال هنا لاينبع من رؤية حقيقية وواقعية لحال المجتمعات العربية ويشكل في جوهره معضلة العالم العربي اليوم في مواكبة الحداثة والثقافة المعرفية العالمية التي دفعت بلدان الغرب نحو المدنية والتقدم وجعلتها من الأوائل في قيادة العالم. ومع تراجع الحديث اليوم بعد إنهيار حكم المحافظون الجدد في العاصمة الأمريكية وأمثالهم في العالم الغربي عن ضرورة تبني الديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان من قبل حكومات العالم العربي، تعلو أصوات المعارضيين السياسيين في العالم العربي بالإنتقاد اللاذع والحاد لحكام تلك البلدان وتحملهم المسؤولية لكل ماهب ودب من قمع تلك الحريات الشخصية والعامة وتأخر النمو الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والسياسي في تلك البلدان. وتلجأ هذه الأصوات أحياناً ألى أسفل التعابير في الوصف وأقسى الكلام في المستوى الأخلاقي والنحوي وإتهام الرؤساء والملوك والسلاطين العرب بالتواطؤ مع الغرب والشرق في قمع شعوبهم من