المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٠٩

المعارضة السورية...بين المطرقة الإسلامية والخشب القومي

ليس من الغريب اليوم أن تقف المعارضة السورية المشتتة في أيديولوجياتها وتياراتها مابين المطرقة الإسلامية والخشب القومي. فهي تشبه اليوم المسمار الذي يفصل الأثنين عن بعضهما، ويتلقى ضربات المطرقة على رأسه مرة بعد أخرى ليغوص في أعماق الخشب القومي العفن ليُثبت دعائم البيت القومجي-الإسلامي المبني على تُربة طينية مُشبعة بماء عكر تبتلع البيت قبل أن يتم بناء سطحه الدستوري، وجدرانه المدنية، وأبوابه المؤسساتية و تمزق وحدته الوطنية . هكذا تعيش المعارضة السورية اليوم عاجزة عن تبني أدنى مستويات الفكر التنويري الوطني الذي يخدم المواطن السوري ضمن حدود سوريا الجغرافية. والمساحات الخلافية بين أطرافها تتسع حسب المستجدات والأحداث الأقليمية الأخيرة وخاصة العدوان الإسرائيلي على القطاع، ويأتي دور الأخوان المسلمين في سوريا وموقفهم تجاه هذه الأحداث والنظام السوري ليفتح الأبواب واسعة للخلاف الفكري والأيديولوجي ويضرب رأس ذلك المسمار بقوة تدفعه نحو حتمه في الدخول ألى جسم الخشب القومي الهش ومن ثم أبتلاعه وأنهياره الكامل في تلك التربة الطينية . البعض في جبهة الخلاص الوطني في سورية يعتقد مخطئاً أن الدعم الدولي للمعارض

نحن وجبهة الخلاص والإخوان المسلمين

أثار البيان الصادر بتاريخ السابع من كانون الثاني 2009 عن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، والتي علقت الجماعة فيه مايسمى بنشاطها المعارض و"دعوة النظام السوري للمصالحة مع شعبه"، الكثير من اللغط والسخط والإشمئزاز على أعضاء الجماعة بسبب أنفرادية الفكر والعمل السياسي في صفوف قياديها. ومن يتابع تاريخ الإخوان المسلمين يعرف تماماً أن ماجاء به البيان من موقف مخاذل لقضية شعب ووطن سوري لايزال يرضخ تحت قبضة سلطة غاشمة تفتك بحريات المواطن السوري وتنتهك أدنى حقوقه المدنية، هو إحدى الصفات التي تميزت بها أعضاء الجماعة منذ أنقسامها على نفسها خلال صراعها الدموي المسلح مع السلطة السورية في أواخر السبعينات إلى منتصف الثمانينات من القرن المنصرم. فقد سمعنا الكثير عن "الطليعة المقاتلة" التي أنشقت عن قيادة الجماعة أنذاك ورفضت أن تلقي السلاح أو تكف عن العنف في صراعها مع السلطة رغم محاولات عديدة من بعض القياديين المعتدليين في صفوف الجماعة أنذاك لإقناعهم بذلك. وتاريخ الخلافات الداخلية بين أعضاء الجماعة حافل بهذه الصدامات الأيديولوجية الناتجة عن إجتهادات شيوخها ومفكريها وتعدد مدارسهم و مذاهب