المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٧

في الثورة والشك والإنسان

تكاثر الصخب والضجيج فوق مقالة صغيرة كتبها الكاتب شوكت غرز الدين بعنوان "يابابا شيلني" في مجلة "طلعنا عالحرية" يتسائل فيها عن طبيعة هذا الإله الذي ترك هذا الطفل ووالده عاجزاً عن أن يحميه أو حتى يوقف تلك الحرب المجنونة والمأساة الإنسانية الجارية في سوريا منذ ستة سنوات. أنتفض حراس الفضيلة والدين ضد المقالة والمجلة والمؤسسات المدنية والداعمين لهم مادياً ومعنوياً، وطالب بعض المواطنين بإغلاق المجلة ومحاكمة القائمين عليها. وهبَّ زعران جيش الإسلام لتصدر الموقف وأغلقوا المجلة وجميع مكاتب المجتمع المدني والمؤسسات الإغاثية المدعومة من الداخل والخارج، خوفاً على الدين والتدين من التلوث بهذا الفكر الجرثومي الكافر الملحد، وحماية للفضيلة والله معاً. هكذا يرى من خرج منادياً للحرية والكرامة الإنسانية شكل دولته القادمة، نسخة جديدة من الطغيان والاستبداد مستبدلة بالدينية عوضاً عن السياسية. قال الكاتب المسرحي والفيلسوف الفرنسي الشهير فولتير "إنني لا أوافقك الرأي فيما تقوله، ولكنني سأدافع حتى الموت عن حقك بقول ما تريد" لا يمكن لشعب فاقد لأدنى الإحساس بإنسانيته أن

في لمّ شمل العائلة السورية

لن نستطيع ردم الهوة المتسعة اليوم بين معارض ومؤيد في سوريا إلا بالعودة إلى إصلاح النفس ولمّ شمل الوحدة الأولى في المجتمع وهي "العائلة". أصبحت سوريا مثال يحتذى به في تمزق النسيج الاجتماعي الناتج عن تجاذبات السياسة لأقطاب متعاكسة ومتضاربة. وأصبح الأخ ضد أخيه والأب ضد ابنه وابن العم ضد أولاد عمومه وهكذا حتى تكسرت الروابط العائلية وتفاقمت الشروخ الاجتماعية وكبرت لتبتلع ما تبقى من هذا المجتمع الممزق والمنكسر في جميع أركانه وكياناته. كيف لنا أن نصلح هذا المجتمع وننقذه من طريقه نحو الاندثار الحتمي، والانحدار في غياهب القبلية والعشائرية التي تطحن الفردية الشخصية وتُصهرها في بوتقة العقل الجمعي والتطرف الطائفي الذي يعصف اليوم في سوريا والمنطقة بأكملها؟ وكيف لنا أن نستغل هذا العمل في بناء تعزيز احترام الحريات والآراء الشخصية وتحرير المجتمع من عبودية تلك المفاهيم البطرياركية التي تكبل أفراد العائلة الواحدة وتدفع الفرد نحو التطابق والانصياع لقوانين وضوابط العادات والتقاليد، وتحدّ من الإبداع الفكري والخروج عن المألوف اللذان يشكلان القاعدة الأساسية في بناء المجتمع الصحي والمتمدن